بسم الله الرحمن الرحيم
(
وَقَضَى
رَبُكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِياَّهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ
تَقُل لَهُمَا أُفِّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً
* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَيَانِي صَغِيراً ) [ الإسراء : 23-24 ]
: ( وَاْلَّذِي
قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍ لَكُمَا أَتَعِدَانِِنِي أَنْ أُخْرَجُ وَقَدْ
خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللهَ وَيْلَكَ
آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ
الْأَوَلِينَ ) [ الأحقاف : 17 ]
وعن
ابن عون, أن محمداً بن سيرين كان إذا كان عند أمه , لو رآه رجلٌ لا يعرفه
, ظن به مرضاً , من خفض كلامه عندها . ( سير أعلام النبلاء 1 / 460 )
رحمك الله يا بن سيرين , أي حب في قلبه لأمه ؟ ! وأي إجلال في نفسه لها
وتروى
قصة أن أحد الآباء طلب من ابنه أن يأخذه في نزهة لمكان ما , وقد أخذا
معهما فاكهة, وعند شجرة وقف الأب , ثم صعد على الشجرة , وطلب من ابنه أن
يناوله فاكهة , فأخذها الأب , وأسقطها على الأرض , فأخذها الإبن وأعطاها
للأب مرة أخرى , وأسقطها الأب مرة ثانية , وثالثة , فغضب الابن , وصرخ في
وجه أبيه . فقال له الأب : يا بني , عندما كنت صغيراً , وعلى هذه الشجرة ,
كنت أعطيك الفاكهة , فتلقيها على الأرض , فأنزل وأحضرها لك , وأنت تضحك ,
وأنا أضحك فرحاً لفرحك , تفعل ذلك مرات ومرات , وأنا أنزل وأناولك إياها ,
وقد غمرني السرور لسرورك , والآن تصرخ علي .
( وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إَحْسَاناً ) [ النساء : 36 ]
: ( قُلْ
تَعَالَوْا أََتْلُ مَا حَرَمَ رَبُكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ
بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) [ الأنعام : 15 ]
وعن
عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز
وجل ؟ قال : ( الصلاة على وقتها . قال : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين .
قال ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . قال : حدثني ولو استزدته لزادني
) صحيح البخاري ( 4 / 69 )
1- قال تعالى : ( رَبَنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) [ إبراهيم : 41 ]
م +ب